شدد وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية شريدة المعوشرجي على أن التعليم الشرعي له المكانة السامية في الدين الإسلامي، والمرتبة العالية في تراث الأمة، وله الأولوية في حياة الإنسانية، فهو الحامي للعقيدة، والحصن الحصين للإسلام وثقافته، مرتكزا على أبرز مصادر التشريع الإسلامي، القرآن والسنة المطهرة. وأشار المعوشرجي خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح مؤتمر البناء الحضاري للأمة، الذي تنظمه إدارة الدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت شعار «التعليم الشرعي وتحديات العصر» بفندق الريجنسي، إلى أن عقد هذا المؤتمر يأتي في مرحلة تستوجب انعقاده، من أجل بيان منهج، وتوضيح صورة، ورسم طريق، وترسيخ قيم، في ظل عوامل شتى، وتحديات متنوعة، يموج بها في عالم اليوم.
وأضاف ان مؤتمر التعليم الشرعي وتحديات العصر، الذي تنظمه إدارة الدراسات الإسلامية، بمحاوره المتنوعة، وأهدافه السامية، يسعى إلى تبادل الخبرات مع المؤسسات التعليمية محليا وإقليميا ودوليا، ويركز على إبراز دور الشباب في حمل رسالة التعليم الشرعي، ويتطلع إلى تطوير المناهج والأساليب المهنية للعملية التعليمية بما يواكب معطيات العصر ومستجدات المرحلة.
وأكد المعوشرجي أن من أولى القضايا التي نحتاجها اليوم، في المجال الدعوي والتعليمي، ضرورة التأسي بمنهج النبوة في الدعوة إلى الله، وأن تكون هذه الدعوة على بصيرة، وبالحكمة والموعظة الحسنة، وأن نتخذ من طريق السلف الصالح من أهل القرون المفضلة، نبراسا نسير عليه، ليرقى خطابنا الإسلامي لمن وافقنا أو خالفنا إلى مستوى الاحترام المتبادل، وقبول الآخر، وأن نسلك منهج الاعتدال والوسطية، لننأى بأنفسنا عن الإفراط والتفريط، وأن يرتكز خطابنا في الدعوة على مصادر الإسلام الصحيحة، وأهدافه الإنسانية، فرسالة الإسلام عالمية تتسم بالكمال والشمول، وهي رحمة للناس جميعا.
وتابع: لقد أصبح وجود التكنولوجيا في مجال التعليم أمرا لابد منه حتى يتوافق مع تطور المجالات الأخرى، كالهندسة والطب وعلوم الفلك والفضاء وغيرها فقد شهد مجال التعليم قفزة عظيمة في أواخر هذا القرن الهجري، فتسابقت مؤسسات التعليم بنوعيها الحكومي والخاص في اتجاه إيجاد الوسائل الفعالة التي تساعد طالب العلم على التعلم بسهولة، وتوفيرها له القدرة على الإبداع بشكل مؤثر في تحصيله الشرعي، وفي علمه المستقبلي ،وعلى هذا فلقد أصبح من الضروري على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وغيرها من المؤسسات المعتنية بحاضر العلم الشرعي ومستقبله أن تهتم اهتماما بالغا بوسائل التعليم الحديث بكل أشكاله وأنواعه ووسائله.
وأردف: فكما غيرت التكنولوجيا القطاعات الأخرى، واستطاعت بوسائلها المتنوعة تغيير دفة التعليم وطريقة التعلم في العصر الحديث، فإننا قادرون بإذن الله تعالى على أن نجعلها وسيلة فعالة لتطوير طرق طلب العلم الشرعي وسرعة تحصيله. وأردف قائلا «وكلكم على علم أيها الإخوة أن الحصول على درجة أكاديمة متميزة أضحى منهجا عالميا تسلكه مؤسسات التعليم العام والعالي، لتؤكد التزامها بمعايير الجودة، ولتحظى بالسمعة العلمية الجيدة، فلماذا لا تلتزم المؤسسات الراعية للعلم الشرعي وطلبته بهذه المقاييس من أجل تطوير مستوى التعليم والتعلم، ولتواكب معايير الجودة الملتزم بها عالميا، وحتى لا نواجه مشكلة تدني المستوى العلمي لبعض طلبة العلم الشرعي، التي تؤثر على مواكبة تلك المعايير في العملية التعليمية والقائمين عليها. أم أنه كتب على هذه الأمة في هذه العصور تخلف لا يرفع، واستخفاف بالقيم لا يدفع؟ كلا، فقد قال الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس)، ويقول عز اسمه (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
وأضاف المعوشرجي «وعلى هذا فإننا نحتاج أيها الحضور الكرام إلى قراءة جديدة للمناهج التعليمية الشرعية في الخلق، وفي محافل التعليم بحيث يتم الربط بين أمور العقيدة وأمور الفقه والترغيب والترهيب.. لتأتي الأحكام بين يدي الثواب والعقاب، واستذكار عظمة الله سبحانه الآمر الناهي.
بدوره، أشار وكيل وزارة الأوقاف د.عادل الفلاح الى أن الوزارة قد دأبت على إقامة المؤتمرات، وعقد اللقاءات والندوات، وتنظيم المحاضرات، كلما استشعرت أن معطيات ومستجدات المرحلة تستدعي ذلك، ولأجل دراسة المشاكل وتشخيصها، وإيجاد الحلول الناجعة والمناسبة لها، وتبادل الآراء والخبرات، وبلورة الأفكار بشأنها.
وأضاف: ومن هذا المنطلق بادرت وزارة الأوقاف، ممثلة بإدارة الدراسات الإسلامية، إلى عقد مؤتمر التعليم الشرعي وتحديات العصر، لبحث ومناقشة العديد من القضايا العلمية والثقافية التي برزت على ساحتنا الإسلامية، متطلعة إلى تبادل الخبرات مع الجهات ذات العلاقة، سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية، والاستفادة منها، ووضع رؤية تأصيلية، ورسم خارطة طريق للتعليم الشرعي، تواكب معطيات التطور وتلائم مستجدات العصر. وأكد الفلاح أن المؤتمر بأهدافه السامية ومحاوره المتنوعة، يتطلع إلى إبراز دور الشباب في حمل رسالة العلم الشرعي، ويسعى إلى الاستفادة من كل ما هو جديد ومفيد في تطوير المناهج والأساليب المهنية للعملية التعليمية، بعد أن دخل العالم فضاء التعليم المفتوح، أو التعليم عن بعد أو التعليم الإلكتروني التفاعلي.
وتابع: وإننا نرى أن التحديات التي تواجه أمتنا جسيمة، والمسؤوليات كبيرة، وهذا يتطلب منا مضاعفة الجهد، ومواصلة العمل، لحماية ثقافتنا الأصيلة، وتحصين أجيالنا، وتربية أبنائنا على حب القرآن وتعليمه، وفهمه والتعمق في دراسته، فهو الذي يحمي أمتنا من الأخطار والفتن، والتخلف والضمور.
تكريم الجهات الداعمة
حرصت إدارة الدراسات الإسلامية على استثمار فرصة انعقاد مؤتمر التعليم الشرعي وتحديات العصر لتكريم أبرز الجهات الداعمة لمسيرة دور القرآن الكريم الممتدة على مدى أربعة عقود، وكان من أبرز الجهات الحكومية المكرمة: كلية الشريعة بجامعة الكويت، وإدارة المعاهد الدينية بوزارة التربية، وكلية التربية الأساسية بجامعة الكويت، وإذاعة القرآن الكريم بدولة الكويت، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
جمعيات النفع العام المكرمة
جمعية إحياء التراث الإسلامي، وجمعية الإصلاح الاجتماعي، وجمعية النجاة الخيرية، وجمعية بيادر السلام النسائية، وجمعية الرعاية الإسلامية.
التاريخ : 20/03/2013
الجريدة : الانباء
العدد : 133074